إحتضنت كلية أصول الدين يوم الثلاثاء 26 صفر1437ه 8 دجنبر2015 محاضرة علمية في موضوع : "المنهجية العلمية للبحث في العلوم الشرعية" ألقاها فضيلة العلامة د.محمد الروكي

احتضنت كلية أصول الدين محاضرة علمية في موضوع: "المنهجية العلمية للبحث في العلوم الشرعية" ألقاها  فضيلة العلامة الدكتور محمد الروكي، وذلك يوم الثلاثاء 26 صفر1437هـ 8 دجنبر2015 بقاعة المؤتمرات والندوات بالكلية.

افتتح اللقاء بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، تلاها تقديم السيد عميد الكلية للقاء، ليعطى الكلمة في البداية للسيد أحمد الموساوي نائب رئيس الجامعة، والذي عبر من خلالها عن شكره وتقديره للكلية على توجيه الدعوة، كما أثنى على الأستاذ الروكي، ونوه بحسن اختياره للموضوع باعتبار قيمته التثقيفية بالنسبة لطلبة الماستر والدكتوراه.

وفي كلمته التأطيرية تقدم فضيلة الدكتور محمد الفقير التمسماني عميد كلية أصول الدين بالشكر الجزيل والامتنان العميق للأستاذ المحاضر الدكتور الروكي على تلبيته الدعوة، وتفضله بإلقاء محاضرة مميزة لارتباطها بواقع البحث العلمي في الكشف عن المناهج واقتفاء أثر السلف في ذلك. وقد عبر عن اعتزازه وافتخاره بانضمام الدكتور الروكي إلى هيئة التدريس بالكلية.

أكد الأستاذ المحاضر في مستهل مداخلته على أهمية اللقاء في توطيد وتوثيق الوشائج العلمية والدفع بها إلى التي هي أقوم، منبها إلى أن كثرة البحوث التي تفتقر إلى المنهج القويم والرصين للبحث، من أوكد دواعي اختيار الموضوع؛ إذ البحث السائر على النهج السديد المبني على أسس سليمة والمستمد من نهج سلفنا هو إنتاج فكري من شأنه أن يسهم في بناء الواقع والعقول والأفكار الراشدة.كما اعتبر إثارة هذا الموضوع محطة من محطات إعادة وتصحيح مسار البحث، جعلها في عشر معالم هي:

المعلمة الأولى: أهلية الباحث العلمية والأخلاقية وتتمثل في تحصيل تكوين علمي شمولي فضلا عن تحليه برصيد خلقي، أهمه صيانة النفس وتنزيهها عن السرقة العلمية.

المعلمة الثانية: رسالية الباحث وشخصيته؛ وذلك من خلال حضور شخصية الباحث في بحثه بتقويمه للنقول من خلال فهمها أولا ثم التعليق عليها.

المعلمة الثالثة: رسالية البحث التي تستوجب من الباحث حسن اختيار الموضوع، لما لذلك من أثر في البناء الفكري للمجتمع.

المعلمة الرابعة: دوران البحث في فلك مشروع الإطار الذي تُرسم فيه موضوعات تستجيب لحاجيات الأمة.

المعلمة الخامسة: أهمية القراءة ومعاشرة الكتب ومعرفة ذخائرها والاطلاع على خباياها ودقائقها.

المعلمة السادسة: توفير المادة العلمية وتدوين النقول والاقتباسات.

المعلمة السابعة: استيعاب المضامين، وعرض الكتب بعضها على بعض، وتفسير بعضها ببعض، مع المقارنة والتحليل.

المعلمة الثامنة: تحقيق النقول؛ وذلك استحضارا لمسؤولية الباحث تجاه المادة العلمية المجموعة.

المعلمة التاسعة: فقه التحرير؛ والحديث عنه في شقين: الأول فقه تحرير المعنى باعتبار توظيف النقول والاقتباسات وحسن تنزيلها، وذلك عن طريق التحليل والدراسة والتعليق والنقد مع التحلي بالأدب الرفيع، ويشمل كذلك الاهتمام بالكليات وجعل الفروع تابعة، مع حضور عنصر الحجاج والاستدلال وإحسان التعامل مع حالات التعارض والاختلاف، واجتناب الشواذ من الأقوال والآراء والأفكار.

والشق الثاني وهو تحرير الشكل؛ ويجب فيه مراعاة صياغة البحث بلغة علمية واضحة، واختيار ألفاظ دقيقة واضحة مع تجنب الإلغاز، مؤكدا فضيلته على القصد في المعنى والاقتصاد في المبنى.

المعلمة العاشرة: مقاصد البحث.

وقد أشاد السيد عميد الكلية بالحضور الكثيف والمميز للطلبة والباحثين والأساتذة الذي ملأ جنبات قاعة المؤتمرات والندوات، شاكرا إياهم على حسن اهتمامهم بمثل هذه اللقاءات العلمية الغنية والمثمرة، والذي  يدل على الرغبة الأكيدة في التحصيل والحرص الشديد على الاستفادة من أجل تطوير المسار البحثي بالكلية.

واختتمت المحاضرة بتقديم هدية الكلية لكل من السيد المحاضر والسيد نائب رئيس الجامعة.