نظمت كلية أصول الدين بشراكة مع المجلس العلمي المحلي لعمالة المضيق الفنيدق الملتقى الوطني الجهوي العلمي الأول في موضوع السنة النبوية في سبتة العالمة

 

نظم المجلس العلمي المحلي لعمالة المضيق / الفنيدق بشراكة وتعاون مع كلية أصول الدين بتطوان يومه الثلاثاء والأربعاء والخميس 1 – 2 – 3 ربيع الأول 1436 هـ الموافق ل ـ : 23 – 24 – 25 دجنبر 2014 بقاعة الندوات والمؤتمرات بالكلية الملتقى الوطني الجهوي العلمي الأول في موضوع : " السنة النبوية في سبتة العالمة " .
انطلقت أعمال الجلسة الافتتاحية لهذا الملتقى بتلاوة آيات عطرة من كتاب الله العزيز ، بعدها تناول الكلمة مسير الجلسة فضيلة الدكتور توفيق الغلبزوري رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة المضيق / الفنيدق الذي عبر عن شكره لكل من حضر وساهم في أعمال هذا الملتقي من العلماء والفقهاء والوعاظ والأساتذة خصوصا منهم الذين تجشموا عناء السفر من مدن مغربية بعيدة كل باسمه وصفته وخص منهم بالذكر  الشيخ المحدث عضو المجلس العلمي الأعلى الدكتور محمد الراوندي ،السادة رؤساء المجالس العلمية بالجهة ، السيد رئيس جامعة عبدالمالك السعدي بتطوان ،  السادة عمداء الكليات ، السيد مدير الحي الجامعي ، السيد مدير الأكاديمية الجهوية لجهة طنجة تطوان ، النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية ، المندوب الإقليمي للشؤون الإسلامية ، السادة علماء سبتة وفقاؤها ووعاظها  .
فسبتة كما يقول الدكتور توفيق الغلبزوري كانت في تاريخ المغرب دار الحديث ومعدن السنة ، فلولاها ما عرف المغرب ، فهي صلة الوصل بين الأندلس والمغرب والمشرق . وبها ظهر جهابذة من العلماء والمحدثين كعياض وبن رشيد السبتي وأبي العباس العزفي وغيرهم ، من هنا الحاجة إلى إحياء علوم السنة عند الأجيال الناشئة من الباحثين والدارسين ، لخدمة تراث هذه المدينة العظيمة وتجليته ربطا للحاضر بالماضي المجيد ، وفتحا لصفحة من صفحات هذه المدينة المشرقة .
عقب ذلك تناول الكلمة فضيلة الدكتور محمد التمسماني عميد كلية أصول الدين بتطوان الذي رحب بدوره بجميع ضيوف الكلية ، منوها بمستوى الشراكة والتعاون التي تجمع كلية أصول الدين والمجلس العلمي المحلي لعمالة المضيق / الفنيدق والتي أنجبت مثل هذا الملتقى العلمي الوطني المتميز ، في موضوع له أهمية بالغة ، ودلالة لا تخفى على الجميع . وأشار في كلمته المختصرة بمناسبة هذا اللقاء إلا أن سبتة حاضرة في الذاكرة ، وهي التي أنجبت المحدثين والعلماء ، وتغنى بها الأدباء ، فلقد ظلت مدينة علمية لم تنطفئ شعلتها ، وبذلك استمر عطاؤها عبر التاريخ ، فالواجب إذن يحتم على العلماء والدارسين الاهتمام بها ، ولاشك أن من الوفاء بها ما تحياه كلية أصول الدين بتطوان اليوم بمناسبة هذا الحدث التاريخي ، الذي سيسهم إن شاء الله تعالى في التعريف بحضورها وإبراز خصوصياتها .
وقد أجمع باقي المتدخلين في هذه الجلسة الافتتاحية وهم على التوالي : الدكتور أحمد المساوي نيابة عن رئيس جامعة عبدالمالك السعدي بتطوان ، والأستاذ عبدالغفور الناصر رئيس المجلس العلمي بتطوان باسم رؤساء المجالس العلمية بالجهة والأستاذ حسن العزوزي رئيس المجلس العلمي المحلي لمولاي يعقوب والأستاذ أحمد بن حمو عضو المجلس المحلي لعمالة المضيق / الفنيدق باسم علماء ووعاظ مدينة سبتة على الإشادة والدكتور قطب الريسوني الذي أرسل كلمة كتابية للملتقى من مقر عمله كأستاذ بإحدى جامعات دولة الإمارات العربية المتحدة بهذا اللقاء العلمي  وأهميته باعتبار المكانة المرموقة التي تحتلها سبتة في مدارج العلم ، فهي منارة علمية بامتياز في الغرب الإسلامي ، وعلماؤها الأفذاذ اعتنوا عناية بالغة بالسنة النبوية رواية ودراية .
وفي التفاتة رمزية لها دلالات إنسانية عميقة ، كرمت كلية أًصول الدين  والمجلس العلمي المحلي المضيق / الفنيدق  الأستاذ بالكلية والرئيس السابق بالمجلس العالم العلامة المشمول برحمة الله  الراحل إسماعيل الخطيب حيث تسلمت أسرته مجموعة من الهدايا التذكارية من الكلية والمجلس العلمي اعترافا بالمنزلة العلمية للمرحوم .
واستؤنف هذا اللقاء بعد صلاة الظهر ، بجلسة علمية برئاسة الدكتور محمد الراوندي عضو المجلس العلمي بعرض لكل من الدكتور محمد الشنتوف في موضوع : " قراءة في كتاب الحركة العلمية بسبتة للأستاذ إسماعيل الخطيب " ، حيث استهل المتدخل قراءته للكتاب بكلمة أشادت بخصال الراحل الأستاذ إسماعيل الخطيب الذي كان يدعو رحمه الله إلى الاهتمام بهذه المدينة السليبة مذكرا بمناقبه ومؤلفاته وبمجالات عمله الدعوي والعلمي  . أما قراءته للكتاب فقد تحدث فيها عن أهمية الكتاب وقيمته وذلك من خلال التجليات التالية :

  1.   حب المؤلف لوطنه واعتزازه به وحرصه على استرداد هذه المدينة إلى الوطن الأم ، وتشجيع البحث والتأليف حولها .
  2.   الكتاب أسهم في نفض الغبار عن تاريخ سبتة العلمي .
  3.  الكتاب بين أن المكتبة السبتية متكاملة .
  4.  وعي علماء سبتة بالوحدة الإسلامية .فهم صلة الوصل بين المشرق والمغرب .

والأستاذ الباحث الدكتور مصطفى أزرياح في موضوع : " أبو الربيع السبتي ومنهجه في شفاء الصدور " ، حيث عالج في مداخلته جوانب كثيرة حول ابن سبع السبتي ، فتحدث عن إضاءات حول حياته ، وتعرض لمصنفاته وحصرها في ثلاثة : شفاء الصدور ، ومختصر شفاء الصدور والكرامات ، ثم عرج على المصادر التي نقلت من هذا العلق النفيس ، مذكرا بالمصادر المغربية والمشرقية ثم بالنسخ المخطوطة لكتاب شفاء الصدور . ليختم ببيان منهج المؤلف في كتابه والأسلوب المعتد في ذلك ، موصيا بتظافر الجهود لأجل إخراج هذا الكتاب إلى حيز الوجود .
والأستاذة الباحثة كريمة الخرشاف في موضوع : " نصرة السنة النبوية عند علماء سبتة من خلال المولديات " ، إذ من التحامل – تقول المتدخلة – إنكار قيمة المولديات أو الشعر النبوي ، فقد نقلت إلى الجماهير أخبار الغزوات ، وتحدثت كتب السير وكتب الشمائل عن معجزاته صلى الله عليه وسلم وخصائصه التي صارت مع الزمن عنصرا من عناصر الحياة الغنائية .
وحاولت المتدخلة عرض مجموعة أمور من قبيل :

  • استجلاء واقع المديح النبوي بسبتة كتجربة شعورية صادقة أو مفتعلة .
  •  إبراز الموروث الديني المتمثل في التراث الإسلامي السبتي الذي يتم تجسيده من خلال المديح النبوي الذي يعتبر لونا من ألوان التعبير الفني .
  • إدراك جوانب التأثر والتأثير بالعلوم الإسلامية كصورة فنية تعكس طابع المبدع وميولاته النفسية .
  •  إماطة اللثام عن مجموعة من العلماء السبتيين الذين ضربوا بسهمهم في هذا الفن .
  •  بيان الارتباط الوثيق بين الشعر النبوي أو المولدي وذكرى المولد النبوي الشريف .

كما أنها تطرقت إلى نشأة المديح النبوي بسبتة وإلى الباعث من وراء نظم المولديات وبعض نماذجها التي توخى السبتيون من ورائها زرع محبة المصطفى صلى الله عليه وسلم في الأفئدة والقلوب وترسيخ مكانته كقدوة وأسوة باعتباره " الإنسان الكامل " و النموذج الأمثل للرحمة الإلهية